ترميم منزل أم ابراهيم يصنع سعادة وأمل

 

ولـرب نازلة يضيق لها الفتى….. ذرعـا وعند الله منها المخرج

ضاقت فـلما استحكمت حـلقاتها….. فرجـت وكـنت أظـنـها لا تفرج

   

 

                                                                                                                

هـكذا يتحول الحال فهي التي كانت تتحدث والعبرة تخنق صوتها نقما وسخطا وكرها لحياتها تشكوا الام الجوع والفقر وضيق الحال ولسان جدران منزلها وأرضه شارحة بلا كلام وضع اقتصادي يدمي القلب، هي ذاتها اليوم …. تتحدث وتنهمر من عينيها دموع الفرح لا كلام يعبر عما بداخلها فقد تحولت تلك الجدران الباكية المتهالكة لمنزل أصبحت جدرانه ترقص فرحا.

أم ابراهيم الارملة الأربعينية  تلك الام والمعيلة لتسعة افراد بما فيهم بناتها وابنائها وزوجات ابنائها حيث لا عمل لأي من ابنائها ولا دخل يجيرها سوى معونة الشئون الاجتماعية و وكالة الغوث الدولية و التي لا تسمن ولا تغني من جوع، تحكي لنا أصل حكايتها مع الفقر ” كنت أطبخ على النار وحيث انني مريضة حساسية صدر وجيوب انفية

كنت اعاني كثيرا من الدخان والنار لدرجة انني كنت في كثير من الايام لا أطبخ أحيانا كنت انتظر معونات الجيران لي، كانت تمر أيام عديدة ليس لدي ما أطبخه ، لطالما انتظرت ما يتخلص منه الجيران من ملابس على انها بالية في نظرهم فآخذها وأغسلها واعطيها لأبنائي على انها ملابس العيد الجديدة.

 تتحدث وتتنفس عبقا وتقول لله الحمد والمنة عندما عرفتني احدى السيدات جزاها الله خيرا على أصدقاء بلا حدود ذهبت وقدماي تتأخر وتتقدم خشية ان ألقى كلاما جارحا او اهانات وعندما وصلت ووكلت امري لله دخلت المؤسسة وفوجئت بقمة الاحترام من الموظفين والأدب والتعامل بكرامة وانسانية ورحمة فشرحت وضعي وقد ارتحت نفسيا لمجرد محادثتهم

 وعدت لمنزلي وبدأت ارى بصيص امل وبت اتخيل وبيني وبين نفسي ان لا شيء يحدث بين يوم وليلة ولم العجلة  ولكنها فترة وجيزة جدا فكانت مفاجأتي فوق  احتمال عقلي كاد قلبي يتوقف عن الخفقان عندما قالت لي الموظفة انه تم قبول اسمك لترميم المنزل  وبدأت اودع تلك الجدران التي لا تصل للسقف ولا تفصل الغرف عن بعضها واودع تلك الارض التي لم أكن اجد طريقة لتنظيفها فقد زاد الرماد سوادها

وأتساءل بيني وبين نفسي هل ستدخل الشمس منزلي ؟ ترى كيف سيكون الترميم هل سيصبح منزلي جميل مرتب؟ “

 

تقاطعها عطاف ابنة الثلاثة عشر عاما فتقول “تخيلت المنزل ولكن حتى اللحظة لا أدرك انني في علم وليس حلم فـأنا كنت أضع ثيابي في خزانة اخي المتزوج واليوم أصبح لي غـرفة كـاملة وأستطيع استقبال صديقاتي، كان مجرد حلم يجول بخاطري أن ارتدي ملابس جديدة وعندما قالت لي أمي ان أصدقاء بلا حدود ستعطيك ملابس للعيد فرحت وقلت الحمد لله

وتوقعت انهم سيعطونني ملابس في كيس وفقط ولكنهم قالوا لي اختاري ما يعجبك من هذه المحلات جميعا، الله أكبر هل هذا حقا لي وسأختار ما سألبسه بنفسي؟ حقا انه اكثر من مجرد حلم.”