ولرب نازلة يضيق لها الفتى….. ذرعا وعند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها… فرجت وكنت أظنها لا تفرج

هكـذا يتحـول الحال فـهي التي كـانت تتحـدث والعبرة تـخنق صوتها نقـما وسخطا وكرها لحياتها

تشكوا الام الجوع والفقر وضيق الحال ولسان جدران منزلها وأرضه شارحة بلا كلام وضع اقتصادي

يدمي القلب، هي ذاتها اليوم تتحدث وتنهمر من عينيها دموع الفرح لا كلام يعبر عما بداخلها فقد

تحولت تلك الجدران الباكية المتهالكة لمنزل أصبحت جدرانه ترقص فرحا .

 

      السيدة أ،ا ارملة أربعينية  تلك الام والمعيلة لتسعة افراد بما فيهم بناتها وابنائها وزوجات أبنائها حيث

لا عمـل لأي مـن أبنـائـها ولا دخـل يجيـرهـا سـوى معـونـة الشـئون الاجتمـاعـية و وكـالـة الـغوث الـدولية

و التي لا تسمن ولا تغني من جوع، تحكي لنا أصل حكايتها مع الفقر :

” كنت أطـبخ عـلى النـار وحـيث انني مـريـضة حسـاسـية صـدر وجـيوب انفـية كـنت اعـاني كـثيرا

من الدخان والنار لدرجة انني كنت في كثير من الأيام لا أطبخ أحيانا كنت انتظر معونات الجيران لي،

كـانت تـمر أيـام عديـدة لـيس لـدي مـا أطبـخه ، لـطالما انتـظرت ما يتـخلص منه الجيران من ملابس

على انـها بـالية في نـظرهم فآخـذها وأغسـلها واعـطيها لأبنـائي عـلى انها ملابـس العـيد الجـديدة.

تتحـدث وتـتنفس عـبقا وتـقول لله الحـمد والمـنة عنـدما عرفـتني احـدى السيـدات جـزاها الله خـيرا

علـى الإغـاثة الإسـلامـية ذهـبت وقـدامـي تتـأخر وتتـقدم خشـية ان ألقى كـلامـا جـارحـاً او اهـانات

وعنـدمـا وصـلـت ووكـلـت امـري لله دخـلـت المـؤسسـة وفـوجـئت بـقـمة الاحـتـرام مـن الـموظـفين

والأدب والتـعامـل بـكرامـة وإنسانـية ورحـمة فـشرحت وضـعي وقـد ارتـحت نفـسيا لمجرد محادثتهم  

وعدت لمنزلي وبدأت أرى نور الامل وبت اتخيل وبيني وبين نفسي ان لا شيء يحدث بين يوم وليلة

ولـم العجـلة  ولكنـها فـترة وجـيزة جـدا فـكانت مفـاجأتي فـوق  احتمال عقلي كاد قلبي يتوقف عن

الخفقان عندما قالت لي الموظفة انه تم قبول اسمك لترميم المنزل  وبدأت اودع تلك الجدران التي

لا تصـل للسقـف ولا تفـصل الغرف عن بعـضها واودع تلـك الأرض التي لم أكن اجد طريقة لتنظيفها

فقد زاد الرماد سوادها وأتساءل بيني وبين نفسي هل ستدخل الشمس منزلي ؟

ترى كيف سيكون الترميم هل سيصبح منزلي جميل مرتب ؟ “

    تقاطعها ابنـتها ذات الثلاثة عشر عاما فتقول “تخيلت المنزل ولكن حتى اللحظة لا أدرك انني في علم

وليـس حـلم فأنا كـنت أضع ثيابي في خـزانة اخي المتزوج واليوم أصبـح لي غرفة كاملة وأسـتطيع

استقبال صديقاتي ، كان مجرد حلم يجول بخاطري أن ارتدي ملابس جديدة وعندما قالت لي أمي ان

الإغاثة سـتعطيك ملابـس للعيد فـرحت وقلت الحـمد لله وتوقعت انهم سيعطونني ملابس في كيس

وفقط ولكنهم قالوا لي اختاري ما يعجبك من هذه المحلات جميعا ،الله أكبر هل هذا حقا لي وسأختار

ما سألبسه بنفسي؟ حقا انه اكثر من مجرد حلم.”